الحب الذي يوحدنا
لقد مسحنا من قلوبنا حب البطولة الحقيقية، بطولة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كافح ثلاثة وعشرين عاما في سبيل نصرة الاسلام
ومبادئه، وفي سبيل اعلاء كلمة الله.
لقد مسحنا من قلوبنا حب الشخصية الفذة، شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولو كنا نحبه حقا لشغفت قلوبنا بسماع أي شيء يتصل
بشخصه الكريم. لكننا لم نعد نتابع سيرته واسلوبه في الحياة.. لم نعد نقتدي به صلى الله عليه وسلم، فالحب علامته الاتباع والتأسي،
ألم يقل سبحانه: “قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم”. ألم يقل: “لقد كان لكم في رسول الله
أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وذكر الله كثيرا”.
لم نمسح حبه من قلوبنا فحسب، بل مسحناه حتى من قلوب أبنائنا، فكم مرة في الاسبوع لا أقول في اليوم نجلس مع أبنائنا لنروي لهم
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لنروي لهم اخلاقه مع زوجاته وابنائه، وجيرانه من المسلمين وغيرهم؟ لنروي لهم عبادته وهو
الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
أنموذج المحبة الذي نريد: ذلك الذي صوره لنا عبدالله بن زيد الانصاري صلى الله عليه وسلم بشكل عملي، حيث قال: يا رسول الله،
إذا مت ومتنا، كنت في عليين لا نراك ولا نجتمع بك وذكر حزنه على ذلك فنزل قوله تعالى: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا”.. فهل نريد اكثر من ذلك!؟
حب الرسول يجب ان يكون جزءاً من كياننا..
يجب ان تخفق قلوبنا لذكره صلى الله عليه وسلم..
يجب ان يكون جزءاً من قوميتنا التي نفخر ونعتز بها..
حب الرسول صلى الله عليه وسلم هو الشيء الوحيد الذي يمكن ان يوحدنا، لأننا حينئذ نكون من شرق العالم الاسلامي الى غربه اتباعا
لقائد عظيم واحد هو الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل جالسنا ابناءنا يوما لنعلمهم كيف تكون هذه المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم؟!
--------------------